---------------------------------------436---------------------
----------------------------ینبوع الحیوة----------------------
بَدَءت بِبِسمِ اللهِ عینِ الحقیقة نَطَقتُ بِهِ فی نَشئَةٍ بَعدَ نَشئَةٍ
شَهِدتُ مُحَیّاهُ بِعَینِ شُهُودِهِ صَباحاً مَساءً کَرَّةً غِبَّ کَرَّةٍ
اُصلّی علی خَیرِالأنام مُحَمَّدٍ وَ عِترَتِهِ الأطهارِ هُم خَیرُ عِترَةٍ
وَ لَستَ أری غَیرَ النَّبیّ وَ آلِهِ إلیه تعالی شأنُهُ مِن وَسیلَةٍ
وَ مِن ثَدیِ اُمّی-قَدَّسَ اللهُ سِرَّها- شَرِبتُ حُمَیّا حُبّهِم بَدءَ رَضعَتی
وَ قُربُهُمُو فی مَتجَری لَبِضاعَتی محبتهم فی مَحشَری لَشفیعتی
بُیُوتُهُمو کَهفی وَ ها اَنَا کَلبُهُم بَسَطتُ ذِرا عَیَّ إلیهِ بِعَقوَةٍ
وَ وَحدَةُ صُنعِ العالمین لَحُجَّةٌ
عَلَی الواحِدِ الحقِّ الحقیق بِوَحدَةٍ
عَلی وَحدَةِ التَّدبیرِ غیر الرَّویَّةِ عَلی وَحدَةِ التَّقدیرِ عین الرَّویَّةِ
-----------------------------------437-------------------------------------------
فتوحیدُهُ الحقُّ الحقیقیُّ ناطقٌ بِوَحدَتِهِ الشخصیَّةِ الصَّمَدیَّةِ
بِوحدتِهِ القُدسیَّةِ الأَزَلیَّةِ بِوَحدَتِهِ الجَمعیَّةِ الأَوَّلیَّةِ
بِوَحدَتِهِ فی حَضرَةٍ باطِنیَّةٍ بِوَحدَتِهِ الکَونیَّةِ المظهَریَّةِ
تَجَلّی عَلَی الآفاق و الأنفُس معا فَلَیسَت سِوی آیاتِهِ المُستَنیرَةِ
وَ تَوحیدُهُ أفنَی الذَّوات بِرأسِها وَ فی المَحقِ طَمسٌ ثُمَّ مَحوٌ بِرُتبَةٍ
اِذا لم یَکُن غَیرُ الوُجود فَمَن سواه فَلَیسَ سِوی نور الوُجود بِبُقعَةٍ
وَ قَد ساوَقَ الحقُّ الوجودِ تَصادقاً وَساوَی الوُجود الواحَد فی الحقیقةِ
وَ قَد عبّر و اعنه بعقلٍ و وحدةِ و قد افصحوا اعنه بعشقٍ و نقطةٍ
و للنّاس فیما یعشقونَ مذاهبُ خلیقتهم تحکی اختلاف السَّلیقةِ
و ما زارتِ العینان غیر رُوائِهِ
اریکته کانت سویداءَ مُقلتی
و ما لجمود العین حقّ الزّیارةِ وَ یا صاحِ طَهَّرها باجراءٍ دَمعةٍ
-------------------------438----------------------------------------------------
و مَن هو اَوّاهٌ مُنیبُ فَاِنَّهُ خلیلُ الآلهِ صادقُ الودِّ خُلَّتی
و باذلَّوقِ اِن شاهَدتَهُ کُنتَ صادقاً و کَم ضَلَّ مَن ظَنَّ الوصولَ بِفِکرَةٍ
وَ انّی لکَ الإعرابُ عن وصفِ ذاتهِ وَ لَمّا تَذُق مِن کَأسِهِ نَحوَ جُرعَةٍ
و من لم یَذُق ما ذاقَهُ العاشِق الوفیّ فَمِمَّن تَردّی فی هَواهُ بِسَقطةٍ
وَ لا یُوصَف۫ هذَا الوُصول۫ بأل۫سُنٍ و قد أخرَست۫ عن وصف ذاک وَ کَلَّتِ
قدِ اض۫طربَ العقلُ مِن إبناءِ سِرِّهِ وَ قد نَطَقَ ال۫قلبُ بِعَجزٍ و ذِلَّةٍ
وَ مَا ال۫قَلبُ إلّٰا بالتَّجَلّۑ تَقَلَّبُ مَلِ ال۫عقلُإلّٰا فی اع۫تِقالٍ بِعُل۫قَةٍ
و فی القلب طوراٌ بعد طورٍ بَوارقُ تَلُوحُ ضیاءً فوقَ یُوحَ ال۫مُضیئَةِ
و یَتَّسعُ بالعلم مِن صُنع ربِّهِ فَلَیسَ وعاءً مثل ببیتٍ و صُرَّةٍ
و قد وسع الحقُّ فما ضاقَ عن سواه فلا یغفل عن حضرةٍ عندَ حضرةٍ
و اوعیةٌ تلک القلوب فخیرها لَقَلبٌ هو أوعَیالقلوب المُنیرةِ
و قد ثٰار قلبۑ من خفایا سریرتۑ و قد طار عقلی من خبایا طَویَّتۑ
-----------------------------439---------------------------------------------------
و اَنّیٰ لک ال۫خُب۫رُ بحالی و أنَّما تَریٰ جُدَّتی لَس۫تَ تَریٰ ما بِلُجَّتۑ
و کیفَ اثیرُ ما بسرّۑ فَانَّما دفین إلٓهی ذمَّتۑ او مذمَّتۑ
وَ یا حَبَّذٰا نارُ ال۫مَحَبَّةِ أحرَقَت۫
أنٰانِیَّتۑ مِن جَذبَةٍ بعدَ جَذبَةٍ
وَ قَد۫ أض۫رَمَت نارُ الصّبابة فی الصّبیٰ هدایا ال۫جُنونِ بَی۫نَ قَو۫مۑ و صُبتۑ
صبٰابة من قد کان سِرّۑ سریرَهُ فصٰاح بسِرّۑ صَی۫حَةً بعدَ صَی۫حَةً
و مٰا ذقتُ فی دهری مِن انواع لَذَّةٍ فلا تعدِلُ معشار اوقاتِ خَلوتۑ
مضی الَّیلُ فی النَّجوی و شکوی غریبِهِ و کان الصَّباحُ لُم۫عَةً فَوقَلُم۫عَةٍ
و فی لُجَّةِ الَّیلِ الذّکاءُ تَلَألَاُت۫ وَ قَد جَرَتِ الأنهارُ مِن قَلبِ صَخ۫رَةٍ
و قد نَوَّرَ الرُّوحَ أنین لَیالِیٰا و قد طَهَّرَ السرَّ دُمُوعُ کریمَتی
مُدٰاوِی الکلوم کانَ ذاک الأنینُ لی أنیناً لَقَد۫ أنَّ الطُّیورُ بأنَّتی
و نِع۫م الأنینُ کانَ فی الدَّهرِ مونسی فصرتُ من أشباح الأناسِ بخیفَةٍ
---------------------------440-------------------------------------------------
أناسٌ کنسناسٍ وحُوشٌ بهٰائِمُ أضَلُّ من الأنعٰام دونَ ال۫بَهیمةِ
و لو کُشِفَ عنک الغِطاءُ لتُب۫صِرُ سِبٰاعاً ذِئاباً أو ضِبٰاعاً بغَی۫ضَةٍ
و أُفٍّ لدهرٍ ما تری فیه آنِساً و لم ألف فی دهری الیفاً لِعِشرةٍ
و یا حسرتٰی لیس لنا صوب مَخلصٍ سوی أن ندین الحق دین التَّقیَّةِ
ترکتُ سواهُ لُقیَةً من لقائِهِ
و قد اُکرَمَ المعشوق نُج۫حَ عَزیمتی
هَدٰانی إلی وٰادِی ال۫وَلایةِ بعدَ مٰا رمانی عَن أوطانی و سُکّانِ بَل۫دَتی
یُضِلُّ و یهدی من یشاء بملکِهِ و ما اسمٌ من الاَسماء قطُّ بعُطلَةٍ
و لیس بجبرٍ او بتفویضٍ اِنّ ذا علی وفق الاَعیان الثوابتِ ثَبَّتِ
و لمّا رءٰانی لیس لی مونسٌ سِواه تَرَجَّمَ بی جٰاء أنیساً لِغُربتی
ترکتُ سِواهُ فی هَوٰاهُ بِلُطفِهِ و فی الکَس۫رِ جُب۫رانٌ و فی ال۫جَبرِ لَذَّتی
إذا کانتِ النّفسُ سِراحاً من الرّدیٰ ففی صُق۫عِهٰا نارُ ال۫هویٰ قَد۫أُنیرَتِ
------------------------------441----------------------------------------
بِسرِّ الحضورِ نورُ الأنوارِ کٰا منٌ و حول المُوٰافٰاةِ بدائِعٰ حِک۫مَةٍ
و طُوبٰی لِمَن۫ وٰافَی الحضورُِ وفاتَهُ و لیس یُوازیهِ الوَفاة۫ بِغَی۫بَةٍ
و لَمّا بَدَت أنوارُ طوبٰاهُ فی حماه
فقد طارتِ النَّفسُ الیهِ بسُرعةٍ
و مَا الکسبُ إلّٰا قَطرةٌ بعدَ قَطرةٍ و مَا الفَض۫لُ الا سیبُ بحرٍ بِنَح۫لَةٍ
فقد قادنی لطفُ ال۫إلٓه إِلَی ال۫حِمیٰ علی صِغَری حمداً لَهُ من منیحَةٍ
مطایا عطایاه نفوسٌ تطهَّرتُ من اَدناسِ الاَرجاسِ بِوهَبٍ و همَّةٍ
إذا لم یک السرُّ نقیّاً من الشّقاء فما لِلشَّقیِّ مِن ثیابٍ نقیَّةٍ
یُوَسَّعُ رزقُ ال۫عبدِ ما کانَ طاهِراً بِذٰا جٰاء نصٌّ مِن نصوصٍ صحیحةٍ
تَجَنَّب۫ عَن۫ أرجاس الهوٰاجِسِ کلّهٰا تَوَکَّل۫ عَلیٰ مَن ذاتُه الکُلَّ عَمَّتِ
وَ من عٰاشَ فِی ال۫أَتوُّنِ طُولِ حیٰاتِهِ فهل یُدرِکُ ال۫عَی۫شَ بِسٰاحةِ رَو۫ضَةٍ
و مٰا لَم یک المطلُوبُ للِطّٰالِبِ بَدیٰ فأینَ إلَی ال۫مطلوبِ کان بِنُجعَةٍ
---------------------------442------------------------------------------------
و مَن لم یکُن وجهُ الحبیبِ تجٰاهَهُ فَلَی۫سَ وجیهاً عند اهل ال۫محبَّةِ
و هَل وِجهَةٌ فی غیرِ عِزّ تجٰاهِهِ و هَل عِزّةٌ فی غیرِ قربِ المَودّةِ
و بالحبِّ ال۫أعیٰانُ ان۫جَلَت فی شجونها شجُونٌ تراهٰا غَم۫رَةً إِث۫رَ غَم۫رَةٍ
و فی سِرّ غیبِ الذّاتِ الأعیان غابتِ قَدِ ارتَجَفَت۫ بالعشقِ أنحاءَ رَج۫فَةٍ
و لو لا بُرُوق الحُبَّ ما صٰاح صٰائحٌ و لا حَبَّةٌ کانَت۫ تَلوح بِمَن۫بَتٍ
و لو لا شُرُوقُ العشقِ ما لاح کوکبٌ وَ ما الفُل۫کُ تَج۫ری أو تدور کَفل۫کَةٍ
و لمّٰا ترکتُ الخلقَ طُرّاً وَجَد۫تُهُ
بدی الشّمسُ و الخلقُ نظیرُ الأشِعَّةِ
لقد سُرَّ سِرّی من سَنٰاوجهِهِ السَّنیّ عَلٰی ما بدٰی لی فی رُقادی و یَقظَتی
و إنّ مِیٰاهَ ال۫أَب۫حُرِ لَو۫ تَرٰاکَمَت لَمٰا هی ممّٰا تطفِیءُ حَرَّ لَو۫عَتی
و لو لا انکِسٰارُ القلبِ ما یُع۫بَأُ بِهِ وبالإِ انکِسٰارِ کان من خیر عی۫بَةٍ
لَنا ما رُزِقنٰا مِن۫ قُلوُبٍ کَسیرَةٍ لَکُم ما رُزِقتُم مِن۫ عِقارٍ وَ ضَی۫عَةٍ
---------------------------443----------------------------------------------
و کیف أبُوحُ مٰا بسرّی و أنّما لسانُ الحروفِ الرّاقماتِ بِلُکنَةٍ
و مٰا تنفع أسماءُ الاسماءِ وح۫دَها إذا لم تکن أسرار الأسماءِ مُکنَتی
إذا ما أتیتَ راحماً لِزیارَتی تَشَمَّ نَسیمَ الحُبَّ من رَوضَ تُر۫بَتی
و فی الصَّمتِ نُطقی إنَّ ذا مِن عجائب
و فی غضّ عینی رُؤیتی فی رَویَّتی
و فی الذّکرِ اُنسی ثم فی الاُنسِ ذِک۫رُهُ تَسَل۫سَلَ ذاک الدَّورُ یَو۫می و لَی۫لَتی
و لستُ اری الانسانَ غیر دعٰائِهِ جناب الإٓلهِ لحظةً لِف۫تَ لحظةٍ
تُصَلّی له سبحانَهُ لَس۫تَ شٰاعِراً کما أنّ الاشباحَ و الأرواح صَلَّتِ
یُمیتُ و یُحیی کُلَّ آنٍ نُفُوسَنٰا کَذاک إلیهِ نرجِعُ کلَّ لَم۫حَةٍ
تجدّدُ أمثالِ العوالِمِ کلِّها عَلٰی هیأةٍ موزونةٍ مستدیمةٍ
تجدّدُ أمثال علی حفظ نظمهٰا بدائعُ صُنعِ اللهِ فی کلَّ بِد۫عَةٍ
مَتیٰ غابَ حتّٰی اُط۫لُبَ الهادی إلیه و مَا الهادی إلّا جِلوَةٌ منه جَلَّتِ
---------------------------------------------------444-----------------------------------
خِفاهُ ظُهورٌ فی الظُهور خفائُهُ و فی قُربهِ بُعدٌ و فی البُعدِ قُربَتی
و مِن دَأبِهِ أن یَظ۫هَرَ ثم یَختفی و فی القبضِ و البَس۫طِ مُفادُ عقیدتی
و فی القبض بسطٌ ثم فی البسط قبضُهُ و ما البسطُ و القبضُ سوی بسطِ قَب۫ضَةٍ
قضاءٌ و قرآنٌ و قبضٌ تَرادَفت ففِی القَدَرِ الفُرقانِ أنحاءُ بَس۫طَةٍ
ففی الرّوح قبضٌ ثم فی القلبِ بسطُهُ و ما بِالتَّجٰافی صورةٌ مّٰا تَسَرَّتِ
یُمَثَّلُها صُق۫عُ خیالِکَ بعد ذا یُجَسَّمُها فی الطبعِ طابعُ هیئةٍ
و ما هو قرآنٌ فجمعٌ و بٰاطِنٌ و مَا الجَمعُ إلّا الحکمُ فیهِ بُرمَةٍ
و ما هو فرقانٌ فشرحٌ و ظاهرٌ و ما هو تفصیلٌ فَمَرهونُ کثرةٍ
و من کان عن روح الکتاب بِمَع۫زِلٍ فَما ان۫تفع مِن شَدَّ حرفٍ و َ مَدَّةٍ
هو الصَّمدُ الحقُ أی الکلُّ وحدَةٍ
هو الأولُ فی آخِرِ ال۫آخِریَّةِ
هو الصَّمدُ الحقُ فلا ثانِیَ لهُ فما الشبهةُ تُرویٰ عَنِ اب۫نِ کُمُونَةِ
----------------------------445-----------------------------------------------
و معناهُ لا جَو۫فَ لهُ فَهُوَ مُص۫مَتٌ کما فسُرَّ مِن۫ أهلِ بیتِ النُبوِّةِ
فما ذرّةُ إلّا حیوةٌ تجَسَّمَت وسٰائر الأوصٰافِ کذاک بِجَمَّةٍ
فصٰارَ السّویٰ غیرَالسّویٰ غیرَ أنَّهُ شئُونٌ و آیاتٌ لِذاتٍ فریدَةٍ
فَمَن۫ هو مَعلولٌ و مَن هو علةٌ لَدَی الصَّمدِ الحقِّ الوحیدِ بَسطوةٍ
و قد کانتِ الدنیا غَروراً لِأهلها لِمٰا أنّها تَغتا لهُم أیَّ غِی۫لَةٍ
فتُوهِّمُهُم أنّ السَّمٰواتِ وَ الثَّریٰ و ما فیهما فی الکونِ مما استقلَّتِ
اذا جاءَ هُم کشفُ الغِطاءِ فأنّما عِیاناً رَأوا قد کانوا فیه بغفلةٍ
متٰی طَلَعَت شمسُ الحقیقةِ تفضحُ خفا فیشُ مٰا فی ظلمة اللیل خَفَّتِ
و هل أنتَ إلَّا الرّوح و الجسم و القُویٰ و هل أنتَ إلا وحدةٌ فی الکثیرةٍ
فما أنتَ إلَّا واحدٌ ذو مراتب تری ذاتَکَ مرآتَهُ قَد۫ تَجَلَّتِ
ولابدّ من فرقٍ کشئٍ و فَی۫ئِهِ و لیس کَمَی۫زِ الشئِ و الشئِ فاث۫بُتِ
هو الصَّمدُ الحقُّ کذاک کتابُه و ذا الحکمُ فاق الشمس عندَ الظهیرةِ
----------------------446----------------------------------------------------
کذاک النبیُّ الخاتمُ فی النبوّةِ هو الصَّمدُ هل کنتَ من اهل دُر۫بَةٍ
محمّدٌ المبعوثُ ختمُ النبوّةِ کذاک کتاب اللهِ من غَیرِ لُب۫سَةٍ
هو المعجزُ الباقی من دین أحمد هو نورُهُ المُنجی من کلّ نِق۫مَةٍ
و الإعجازُ بالأسلوب أو بالفصاحةِ أو الأمرُ فی ذاک عَلٰی نحوِ صَر۫فةٍ
و معجزهُ الباقیُ مِن فِع۫لِهِ تَرٰی بِیَث۫رِبَ مِن تعیینِهِ سمتَ قبلةٍ
بِلا شاخِصٍ أو جَد۫وَلٍ مِن جداول بلا ربعٍ اُسطرلابٍ أو أیّ صَنعةٍ
ولکن بِنور اللهِ من یثرب رَأیٰ مَعَ البُعدِ بیتَ اللهِ یٰاحُس۫نَ رُؤ۫یَةٍ
فقامَ إلی المیزابِ مِن أمر ربَّه تَعَیَّنَ سمتُ القبلةِ فی مدینةٍ
الی الآنَ هذا المعجزُ کان بٰاقیاً و فی ال۫خَو۫ضِ فیهِ ما لَنٰا مِن وجیزَةٍ
فلیس نبیٌّ بَع۫دَهُ فَمَنِ ادَّعٰی هُوَ ال۫مُتَنَبیُّ بِلٰطَمثِ ریبَةٍ
عَلٰی قَدرِ وُس۫عی کٰانَ قرانُهُ معی
فلا خوف من شرّ النفوسِ الشریرةِ
--------------------------------447---------------------------------------------
إذ کان بیتٌ اُصفَرَ من کتابِهِ فلیس ببَیتٍ بل وِجٰارُ ضُبُوعةٍ
ویٰا مَن أراد الإعتلاءَ إلَی ال۫عُلٰی فَطوبٰی لِذاتٍ وَ هی۫ ذاتُ عُلِیَّةٍ
فلو لم یکن فینَا القبولُ إلَی ال۫عُلٰی لَمٰا کانَ قرآنُ الرسولِ بِقُد۫وَةٍ
و حیثُ بَدٰا فینا العروجُ إلَی الذُّریٰ لَنٰا فی رسولِ اللهِ تحثیثُ أُس۫وَةٍ
تَفَقَّه۫ بِمٰا قد فُصَّل فی النبوّةِ علیک بما أُهدیکَ من غیرِ مُهلةٍ
نبوّةُ مَن کانَ مِن اللهِ مُر۫سَلاً هی الخاصّةُ المقرونةُ بالشریعةِ
و أخریٰ لمَن کانَ مِن أهلِ ال۫ولایةِ هی العامَّةُ فی کلَّ عصرٍ و دَو۫رةٍ
و قد ختم الأُلٰی ظهورً بأحمد محمّدٍ ال۫محمودِ مِن ربّ العِزّةِ
و أما بُطوناً فهو عینُ النبوّةِ به یستنیرُ أُمّةٌ بَعدَ أُمّةٍ
و کلُّ نبیٍّ کانَ من قبلُ یَس۫تَضی بِمِشکٰوةِ عَی۫نِ الرَّحمةِ الأحمدیَّةِ
فمَن۫ أعرض عن منطق الوحی الأحمدی فَمُن۫سَلِخٌ عن فطرةٍ بَشَریّةٍ
و مَن آمَنَ فی غُرَّ نور الوَلایةِ فقَد۫ خُلّصَ مِن۫ ظُلمةٍ مُد۫لَهِمَّةٍ
--------------------------448----------------------------------------------
و مَن۫ لم یکُن مِن حظِّ عِر۫فانِهِ اح۫تَظیٰ فَمِمَّا اس۫تَلَذَّ مِن أَفانینِ حَظ۫وةٍ
و مَن۫ لم یکُن مِن ضَو۫ءِ برهٰانِهِ اه۫تَدیٰ فَلَن یُه۫تَدیٰ قطُّ بقَط۫عٍ و بَتَّةٍ
و مَن۫ اظلمُ مِمَّن عَلَی اللهِ یَف۫تَریِ
ومِمَّن رسولَ اللهِ آذیٰ بِفِریَةٍ
بأنَّ رسولَ اللهِ مِن۫ بینِ أمَّتهِ قدِ ار۫تَحَلَ مِن۫ غیر نصِّ وَصیَّةٍ
و لو لم یکن غیر الغدیر لقد کَفٰی لِمُس۫تَرشِدٍ وَه۫وَ من أهل ال۫حَمیَّةٍ
فکیفَ نُصُوصُ ال۫فِر۫قَتَینِ تَوٰاتَرت۫ بمث۫لِ الغدیر فی جَدیرِ الخَلیفةِ
ألٰا و علیٌّ کٰانَ یُع۫رَف بِال۫وَصیِّ بأخبٰارنَا ال۫مَو۫ثُو قةِ ال۫مستفیضةِ
و أنت ترٰی بینَ سنام الصَّحابَةِ هو وحدهُ کانَ بِهٰذِی ال۫خصیصَةِ
عَلٰی مٰا هو ال۫معمولُ بینَ الجماعةِ فحٰاشٰایَ عن بَحثٍ عنِ الأفضَلِیَّةِ
لِأنّ القیاسَ صحَّ فی ما تجانَسَت و أیُّ جِناسٍ بینَ نورٍ و ظُل۫مَةٍ
و مَن۫ هُمُو أعرٰابٌ من النّٰاسِ و ال۫وصیّ فیرتَجزُ فی الفضلِ عندَ السَّقیفَةِ
--------------------------449----------------------------------------------
إذا کٰانَ جمعٌ کلّهم أهلُ العصمةِ لَصَحَّ الحِوارُ عند ذٰا بِال۫فَضیلةِ
فَیُوزَن۫ اُولوال۫عَز۫مِ و المرتضیٰ علی بأنَّهُمُو من کانَ أولٰی بِخِلّةٍ
وَ أَدَبَّنَا ال۫قُرآنُ فِی الأفضلیَّةِ فَفِی الرُّسُل أو فِی النبییّنَ حُجَّتی
علیٌّ إمامُ الکلَّ بعدَ نبیِّنٰا عَلَی الکلَّ فی کلَّ صفاتٍ سنیَّةٍ
و مَن۫ أَظ۫لَمُ یٰا قَومِ مِمَّن قَدِ ادَّعٰی
إمامةَ دینِ اللهِ مِن۫ غیرِ عِص۫مَةٍ
وَ مَن۫ کٰانَ فِی ال۫أمسِ علی الظُّلمِ نالَه مِنَ الیومِ عهدُ اللهِ یٰا مِن ظلیمَةٍ
و لابُدَّ لِلإسم الآلهِ مِنَ الّذی نُسَمّیهِ کوناً جٰامِعاً فی الرَّقیمَةِ
هو القلب بالإطلاقِ فی کلّ عٰالمٍ هُوَ الشمسُ فی الآفاقِ عند البَصیرةِ
وجودُهُ لطفٌ فی نِظامِ ال۫عَوٰالمِ وَ لَن۫ تَخ۫لُوَ الأرضُ مِن أنوارِ حُجَّةٍ
بذٰا حَکَمَ ال۫عقلُ بِبُر۫هانِهِ السَّنیّ و اُل۫سِنَةُ النَّقلِ عَلٰی ذاکَ دَلَّتِ
ألا إنَّه-والعصرِ-مِن۫ صُل۫بِ ال۫عَس۫کریّ سَلیلُ رسولُ اللهِ و اب۫نُ الأئمَّةِ
------------------------450------------------------------------------------
م ح م د المهدیُّ بالحقِّ قٰائِمٌ بِذٰاکَ اعتِقای مِن۫ عُلُوقٍ نَفیسَةٍ
بِذٰاکَ اعتِقادی عن صمیم معٰارفی معٰارفِ مٰا فی لُجَّتی و سَفینَتی
علیک بِدُرٰ۫جِ الدُّرّ نَه۫جِ الوَلٰایَةِ لِمٰا فیهِ مِن۫ أس۫رارِهِ ال۫مُس۫تَسِرَّةِ
بِذٰاکَ اعتِقادی مِن صفایا أدلَّتی بلا دخلِ تقلیدٍ و رسمٍ و سُنَّةٍ
و أشهد۫ باللّهِ علٰی ما عقیدَتی بِلا ریبِ وسواسِ بِلا شوبِ شُب۫هَةٍ
بِذٰاکَ اعتِقادی مِن عَطٰایا جنابِه و خیرُ العَطٰایا للنُّفُوسِ السَّعیدَةٍ
علی ما هَدانَا اللهُ جَلَّ جَلٰالُهُ لَهُ الحمدُ ثمَّ الحمدُ مِن غیرِ فِترةٍ
تَصَفَّح۫تُ أو۫راقَ الصَّحائِفِ کلَّها
فَلَم۫ أرَفیهٰا غیرَ ما فی صَحیفَتی
اَمِن مثلها نورٌ بسیطٌ تَوَحَّدَت بِشَئٍ اذا قد واجَهَت۫هُ لبُغ۫یَةٍ
تَجَرُّدُهٰا مِمّٰا هِیَ لِلطَّبیعَةِ یُفیدُ بَقٰاءَ النَّفسِ لِل۫أََبَدِیَّةِ
یُحِبُّ ال۫بَقٰاء کل شیءٍ بِسُوسِهِ فأصلُ ال۫بَقاءِ ثابِتٌ بال۫بَدیهَةِ
----------------------------451----------------------------------------
