------------------------------------------------463------------------------------------
والأنسان مفطورلفهم الحقائق ببرهان لمٍّ أوبإنٍّ بدِقَّةٍ
وطینتُه قدخُمِّرت بالتعقّلِ فإمّابمعلولٍ وإمّابِعلَّةٍ
فماخالف البرهانَ إلّٰا معاندٌ قدانسلخ بالخُرقِ عن دین فطرةٍ
ولایُنکرالعلم الشهودی عاقلٌ بل العقل فی النیل بِهِ کاذَّریعَةِ
وروحک مشتاقٌ اِلی سَیب رزقِهِ
وجسمک مفتاقٌ الی اکلِ طعمةٍ
فذاک بمامن سنخِهِ فِی اعتلائِهِ وهذابمٰامِن جنسِهِ فی غُضوضَةٍ
ولایشبع ذاک باَنواررزقِهِ وقدشَبَعَ هذابِمَرّٰاتِ لقمةٍ
فذاک وراءالجسم من سوسة السَّنیّ کبارِئِهِ فی الحیطَةِ والألُوهةِ
وهل تذکر العهدَالذی کنت تغتذی دمَ الطمث من اُنبُوبَةٍ بإسمِ سُرَّةٍ
فسُرَّتُکَ کان مَدٰی أشهرٍ فَماً کذلک سُرّاتُ کثیرِالأجِنَّةِ
وهذاالفمُ المُولودُ من أمرربّه قدانفتح والسّرةُ منه سُدَّتِ
--------------------------------------------------464-------------------------------
وفی الجنَّة کان الغِذاءلأهلها ببرنامجٍ فی بُکرةٍ وعشیَّةٍ
ودارُالسلام الجنّةُ وهی وصفُها وکان سلامُ الجسمِ فی حفظِ صحّةٍ
فمن جاوَزَعن مرّتین غذائه قدانجرّالامراض إلیه بأکلَةٍ
ففِی الأثَرمَن جاوَزَالأکل عنهما فهوحرٍبالمَعلَفِ والعلیقَةِ
والإنسانُ قدخصَّ بِأخذِغذائِهِ من السمعِ فالسمعُ فَمُ الأریَحیَّةِ
وعَلَّمَهُ اللهُ البیانَ بذاالفمِ به صارذانطقٍ بإنطاق نیَّةٍ
نَعَم کلَّ شئٍ أنطقَ الله ذوالعُلٰی فلاریب للإنسان مٰامِن مزیَّةٍ
سوی تلک الأفواه فمٌ آخرلهُ مسمّیً بقلبٍ یغتذی من حظیرةٍ
حظیرة قدسٍ وهی عین حیوتِهِ بل الکلُّ منهاکلَّ آنٍ تروَّتِ
ومایُدرِک القلبُ فذاک هوالغِذاء وغیره إعدادٌ بانحاءِعُدَّةٍ
واِدراکُ الإنسانِ جمیعَ العوالم دلیلٌ عَلٰی مافیهما مِن نظیرةٍ
ومدرک شئُ مُغتذیهِ ومُدرَکه غِذاء لَهُ فاثبُت بتلک الدَّقیقةِ
--------------------------------------------------465-------------------------------
مُغائِرُشئٍ لایکون غذائَهُ فبَینَ الغِذاوالمغتذی نحوُ نِسبَةٍ
وأسرارالافعال العِبادیةِ لَنا هی کُلَّهاالأنوارُعندَالنَّتیجةِ
وماأمَرَالمولیٰ به فیه حِکمةٌ تعودُإلینامن صیامٍ و حجَّةٍ
وماقَدرُالإنسانِ وماوزنُهُ إذا تأنَّفَ کالشیطانِ مِن فِعل سَجدَةٍ
ومایُعباُبالمالِ وَالجاهِ لَوخَلَت صحیفةُ الأعمالِ من إعمالِ سَجةٍ
وَأنتَ تَشاءُ اللهَ رب العوالم
فمِن سِرِّک اطلُب وجهَ تلکَ المَشیَّةِ
وطالبُ شئٍ وٰجِدُ الشئ مجملاً کحُکمِ النِّداءِحُکمَ أوّلِ وَهلَةٍ
فکیف تُنادِی اللهَ مالم تُشاهِدِ شُهودَالعیانِ أوشهوداًبخُفیةٍ
هوالصمدُ لایعزبُ عنه خردلٌ جداولُهُ کالبحرِأوکالبُحَیرَةِ
جَداوِلُ أخریٰ ماتریٰهاکأنهُرٍ وقدجَرَت عن أصلٍ کَنبتِ فَسیلةٍ
فمِن وَحدَةِعین الهویة إنَّکا بجدولک الحقَّ تُنادی بخُبرَةٍ
---------------------------------------------------466----------------------------
فالإنسان طبعٌ برزخٌ ومفارقٌ ویدعوالإلٰه کالعقولِ البسیطةِ
بسیطٌ یصیر نَفسَ مایُقبِلُ إلیه قدیمٌ حدیثٌ ذوسکونٍ وحرکةٍ
نباتٌ وحیوانٌ ونطقٌ ومعدِنٌ سماءٌوارضٌ جامِع کُلّ جُمعَةٍ
إمامٌ مُبینٌ فیهِ احصاءُ کلّ شئ کتابٌ حکیمٌ حائزکُلّ حکمةٍ
وَیَرقٰی إلی اُمِّ الکِتاب فیتّحد به ثم تُتلی فیهِ کلُّ قضیَّةٍ
وقدقیلَ فیهِ فوقَ حدّالتجرُّد ولکنَّهُ تَعریفُ رسمٍ بِخَصلَةٍ
مُواصلةُ الأجسادِعندَالتَّجاوُرِ فإنَّ النکاحَ جاءَ أعظم وَصلةٍ
وعنداتّجاهِ النَّفسِ شطرَ المُفارِقِ تَراهافناءً مثلَ بحرٍوَقَطرَةٍ
وهَذاالفَناءُذُومراتبَ لاتُعَدّ عَلٰی حَسَبِ أحوال نفسٍ زکیَّةٍ
وَعرضُ المِزاج الآدمیِّ لَمایُحَدّ وأعدَلَه کانَ لِنفسٍ کریمةٍ
هوالمرکزفالأقرب منه أعدَلُ مِنَ الأبعَدِعن هذه المرکزیّةِ
-------------------------------------------------467-------------------------------
وأسباب هذاالإعتدالِ عدیدَةٌ مِن الفاعِلاتِ القابلاتِ العدیدَةِ
وأحوالُ الآباءِکذاالأمُّهاتُ مِن أمورٍلِأصل الإعتدال قَوِیَّةٍ
کماأنَّنَفخَ الرّوحِ فی الوالِدِینِ قَد تَلَوَّن أعنی نفخةً بعدَ نَفخَةٍ
ففی الأب والأمّ تَلَوُّنُ نفخِهِ تَعالی کماأنّ المیاهَ استَشَتَّتِ
ونالالنی مِن أنعُمِ اللهِ إنّها قِداسَتُه ما کانَت لِأُمیِّ العقیلَةِ
ولِلشئ أنحاءُ الخزائِنُ رُتَّبَت واُمُّ الکتابِ أصلُهامِن خزینةٍ
وماهوفوق العقلِ أوّلُ صادرٍ فَقَدصَدَرَعن ممکن الازَلِیَّةِ
هَباءًیُسَمّی الصادِر الأوَّل کما یُسَمّی عَماءًفی الروایاتِ العِدَّةِ
وإیاکَ والتسویفَ والسّاعةُ دَنَت
هُشاشَةُ سوفَ ما تریٰمِن بقیَةٍ
وماهذه الدّارُلَنالِلإقامةِ وقدکُتِبَت فی بابِها ادخُل لِرحلَةٍ
وَلاتَصحَبِ الأشرارَفی أیِّ محفلٍ ولا تَقبلِ الأفکارَ مِن غیرِنَظرَةٍ
-----------------------------------------------468----------------------------------
فلا تَترُکِ الأسحارَإن کنتَ ساهِراً ولاتُهمِلِ الأذکارَ فی أیِّ وَقعةٍ
وإن قیلَ قِدماًللحروبِ رجالُها کذاک رجالٌ لِلشَّریدوقَصعَةٍ
ولاتَجزَعی یانفسُ من عَوزِطارِفٍ ولاتَفرحی یانفس من فَوزِعیشَةٍ
وماقیمةُ الدّنیاالدَّنیَّةِ إنَّما تری دَیدَنَ الدُّنیاالیفاًلِسِفلَةٍ
ثِقی بالذی ایّاه یقصدمَن سواه دَعی مادَعاه الغاغةُ مِن دنیّةٍ
وإیاک والدّون الذی کان فانیاً علیک بمافیهِ ابتغاءالأعِزّةِ
ولایشتکی الحرُّمِن أناسٍ وبَأسِهِم فإنَّ هوانَ الدهرِدونٌ لِشکوةٍ
ولیس مناصٌ من أناسٍ وبأسِهِم فلابُدَّمن إغماضِ أوهامِ فِرقةٍ
ویاقومِ هل من مَخلصٍ یُرتجی لَنا أمِ الحکمُ أن نرضی بتلک البَلیَّةِ
لکَ الویلُ والتَّعسُ لإن کنت جائراً علی أضعفِ المخلوقِ کان کنَملةٍ
اذا قیس ذنبٌ مّا إلی ذنب آخر فذاعندهذامِن ذنوبٍ صغیرةٍ
إذا ما نظرتَ اللهَ جلّ جَلالُهُ تری کلَّ ذنبٍ من ذنوبٍ کبیرةٍ
----------------------------------------469-----------------------------------
ونصبح فی أمرٍونُمسی بآخر
نروحُ ونغدُو فِی الأمانِی الرَّزیَّة
مضی الأمُدوالوقتُ قدأقبل الأبد علی ماانقضَی العُمرَلقدضاع ثروتی
وادبرتِ الدُّنیافقددانَ ضجعتی واَقبلت الأخری فقدحانَ رحلَتی
کرهتُ أموراًکانت الخیرَکلَّهُ وأحببتُ الأخری وَهیَ عین الکریهةِ
تمیُّنتُهاثُمَّ توخَّیتُ بعدَذا بأن لم تک تلک الأمانی مُنیتی
وأُمنیَّةٍ فیهَاالأمانُ بِمَعزَلٍ وأُمنیَّةٍ فیهَاانفِعالی وَخِفَّتی
وکنتُ ظَنَنتُ ما ظَنَنتُ وإنّها لَمانَفَعَت تاللهِ مثقال ذَرَّةٍ
فَخُلَّیتُ نفسی عن سوی حُسنِ ظَنِّها بِرَبّی فَعاشَت فی سِراحٍ وفُسحَةٍ
مَواعید عرقوب سمعتَ و شَرُّها أمانِیُّ نفسٍ کانَ فیهامَنیَّتی
وقَدنالنی رَیبُ المَنونِ عَلی الولاء
وأنقذنی الرّحمنُ من سوءِ مِیتَتی
-------------------------------------------------470--------------------------------
ولااَقدرُ تقریر تلک المهالکِ ولاأظهُرِ ماعندربّی لِحَسبَتی
ومشربُ یعقوب النبیِّ لموردی اِلی الله یشکوا البثَّ والحزنَ عفَّتی
ویُخبِرک عنهالساناتُ اَعیُنٍ جبالٍ وانهارٍ وبحرٍ وایکةٍ
ولابأس فی ذاک لماقدررأیتُه من اَنَّ سِنامَ العلمِ ذاقوامشقَّتی
وقدشهدالتاریخُ صدقاًبمثل ذا علی کلّ مَن فاق السَّباقَ بِسُبقَةٍ
وقدلَدَغَتنی حیَّةٌ فی جبالنا وإنّی قتلتُ الحیَّةَ سوءَ قَتلَةٍ
ولَدغَتُهاقدجَبَلَّتی وشَوَّهَت وکنتُ صبیّاًیالَهاسوءُلَدغَةٍ
لکنتُ مِن إحرارِ لَظی سَمَّ لَدغِها أموتُ و أحیی بُرهةٍ بَعدَ بُرهةٍ
وربّی الرَّحیمُ قد نجانی مِنَ الأذی وَأدخَلنی فی عیشةٍ مّاهَنیئَةٍ
ولکنَّنی صِرتُ أتُبلِیتُ بحیَّةٍ لَقالا هَرَبنا مِن أذٰیهٰابِثَمَّةٍ
ألٰاوَهَیَ ما بین جَنبَیَّ قَد أوَت ألٰاوَهَیَ أعدی عَدوّی لِهَلکَةٍ
--------------------------------------------------471--------------------------------
ألٰاوَهَیَ بالسوءِ أمّارةٌ فقط ألٰاوَهَیَ النَّفسُ الوَلُوعُ لِنِکبَةٍ
مَضَیناوَلَم یَحصُل لَنا طول دَهرِنا
سوٰی ما دَرَینا حِرفَةٍ بعدَحرفةٍ
سوٰی صَرفِنٰاألفاظَ بعض الطّوائِفِ سوٰی نَحوِناجمعَ دفاتِرِعُصبَةٍ
سوٰی ماعرفنامِن حَوامل أنجُمٍ تداویرهاوالخمسة ذات حیرةٍ
سوٰی سیرفیلٍ وفقَ لوحٍ مربعٍ أوالعدلُ من بیتین فیه بحصّةٍ
ولَقطٍ وتکسیرٍأساسٍ نظیرةٍ ومستَحصلٍ مَااستُحصِل لِلصّعوبةِ
ومفتاحِ مِغلاقٍ لَدیٰ ذی الکتابةِ ومُغنٍ وظِلّیٍّ من الهَندَسیَّةِ
وآلاتِ أرصادٍکأنواع حَلقَةٍ وحُکٍّ واسکافٍ ورُبعٍ ولِبنَةٍ
سوٰی نقطة قرن الغزال ونُصرةٍ وذاشکل لحیانٍ وذابیت عقلةٍ
سوٰی الإمتیازبین أصل البرائةِ وماهوأصل الاشتغال لِذِمَّةٍ
وهذافراغٌ لیس حکم التجاوزِ وهذاورودٌلیس حکم الحکومةِ
--------------------------------------------------472-------------------------------
وکان الهیولی قوةً محضةً فقط وبالصورةِ الفعلُ بَدیٰ بالضّرورةِ
مضی العمرفیهالیت شعری بمامضی یُوازی بوزنِ ساعةٍ أوسُوَیعةٍ
لقدصارعلمی عائِقی عن مشاهدی کَسَجفٍ ثَخینٍ حال بینی وشَأوَتی
وماالعلم حوزالإصطلاحات یافتیٰ بل العلمُ نورٌفی حصونٍ امینةٍ
وان لم تک النفس سراحاًفمالها إلی منزل الإحسان من نیل زُلفةٍ
ومن دَقّ باب التوبة والإنابةِ بصدقٍ واخلاص فرُدّبِخَیبَةٍ
وهل جازالإستغفارأم لیس جائزاً لمن لم یکن فی غیرإثمٍ وَحَوبَةٍ
ومن هوقدرُدَّإلی أرذلِ العُمرُ فإن لَم یَتُب فلیفعلن غیرَتوبةٍ
وفضلٌ إلٰهِ العالمین هوالرجاء وماهوفی التصنیف والعبقریّةِ
سُروری بإنّ الراحم هومالکی وإلّافإنّ العبدَفی نارِحَسرةٍ
ولایصفِ معشارَمعشارِرحمتِه لسانُ الوَریٰلوکانَ ضِعفَ المَجَرَّةِ
إلهی ومن أرجوولیس لی الرجاء سِویٰ حبِّک المکنونِ فی حُسنِ صیغَتی
-------------------------------------------------473---------------------------------
قصیدتی یَنبُوعُ الحیوةِ المُریحةِ
لَعائِرةٌ دهرَالدّهورِ قصیدتی
بِماعٰانَ یَنبُوعُ الحیوةِ فَقدجَریٰ عَلیٰ إثره الأنهارُالأربعةُ الَّتی
بهاوَعَدَالرحمنُ اهلَ تقاتِهِ وبیّن الأنهارَبتمثیلِ جَنَّةٍ
إلهی وحیث انّماانت مُنطقی نطقتُ بهٰامن غیرضغطٍ وکُلفةٍ
لک الحمدُمادارالجدیدانِ خِلفةً لک الشکرُماجاءالأصیلُ بِبُکرَةٍ
وأفرغ علیناالصبرعن کل مِحنَةٍ وتوفیقَ شکرٍعنداقبالِ مِنحَةٍ
ویامحسنُ أحسِن إلی عبدک الحسن
ومَن هویدعوک بأنحاءِدعوةٍ
----------------------------------------------474-----------------------------------